تُعتبر اللغة أداة أساسية للتواصل والتفاعل مع العالم من حولنا، لكن لا يقتصر دور اللغة على نقل الأفكار والمعلومات فحسب، بل تمتدّ لتكون عاملاً مؤثراً في تشكيل شخصياتنا وسلوكياتنا. قد يتساءل البعض: هل تتغير سلوكياتنا أو شخصياتنا عند استخدام لغة مختلفة أو التحدّث بها؟ الجواب في كثير من الأحيان هو نعم.
هل تتغير شخصياتنا عند استخدام لغة مختلفة؟
لأن كلّ لغة تحتوي على تعبيرات خاصة تعكس مشاعر معينة أو عادات سلوكية اجتماعية محددة، فقد يشعر الشخص بأنه يتصرف بشكل مختلف عندما يستخدم لغة غير لغته الأم. عندما نتحدّث بلغة معينة، فنحن نعبّر عن أفكارنا ومشاعرنا باستخدام لغة تحمل تاريخاً مختلفاً وثقافة مميزة، تعكس تجارب وتقاليد متنوعة تؤثر على كيفية استخدامنا لتلك الكلمات والعبارات.
تأثير اللغة على سلوكياتنا وعواطفنا
يمكن أن يتصرّف بعض الأشخاص بشكل مختلف عندما يتحدثون بلغة غير لغتهم الأصلية، فقد يصبحون أكثر صراحة أو أقل تحفّظاً، كما يشعر البعض بتحرر أكبر في اتخاذ القرارات أو التعبير عن آرائهم. هذا التغيير يمكن أن يعود إلى الشعور بالمسافة النفسية التي توفّرها اللغة الثانية، حيث يشعر الشخص أنّ المواقف التي يتعامل معها أقل ارتباطاً بالهوية الشخصية أو الاجتماعية التي قد تحددها لغته الأم.
قد يعجبك كيف يمكن لمهارات التواصل غير اللفظي أن تعزز تعلم اللغة الانجليزية
إتقان اللغة وتأثيره على الشخصية
عندما نحقق إتقاناً في استخدام لغة جديدة، غالباً ما نشعر بالارتباط بهوية مختلفة وثقافة جديدة نستخدمهما للتواصل بطريقة جديدة. وهذا لا يقتصر فقط على التحسّن في استخدام المفردات والقواعد اللغوية، بل يشمل أيضاً الاندماج في السياقات الاجتماعية المرتبطة بتلك اللغة، مما قد يساهم في تغيير الشخصية لتصبح أكثر مرونة اجتماعياً، وأقل تحفظاً وأكثر انفتاحاً على تجارب وثقافات جديدة.
طريقة جديدة للتعبير عن الذات
عند استخدام لغة أخرى قد نواجه بعض التحديات، مثل صعوبة اختيار الكلمات المناسبة أو التعبير عن الأفكار المعقّدة في البداية. ذلك يؤدي إلى الشعور بعدم الطلاقة، وقد نبدو أقل جدية أو أقل قدرة على التعبير. ولكن مع مرور الوقت، نصبح قادرين على التعبير عن أفكارنا ومشاعرنا بسهولة أكبر، ونلاحظ أننا قادرون على التواصل بطرق لم نكن قادرين عليها في لغتنا الأصلية وفي عدة مجالات، كما نصبح أكثر قدرة على التكيّف مع مواقف اجتماعية متنوعة تختلف عن تلك التي نواجهها في ثقافاتنا.